السلام عليكم
هل وجد انبياء بين موسى عليه السلام والنبي محمد صلى الله عليه واله؟
سمعت ان هناك قول ان لا نبي بعد عيسى الا محمد وتسمى المده التي بين رسول الله صلى الله عليه واله وعيسى عليه السلام مده الفتره وربما قيل : ان هذه المده الناس اما مؤمنين او مستضعفين لا مؤمنين ولا كفار، فهل هذا صحيح؟ وكيف تسمى مده الفتره ووجد اوصياء وهم حجج الله وابواب الله والسبيل اليه كابو النبي وجده عليهم الصلاة والسلام؟
وتوجد روايه تثبت وجود نبي خالد بن سنان بعد عيسى غير النبي محمد صلوات الله عليه واله وعليهم, لكن توجد آيه (قد خلت من قبله الرسل؛ حديث شريف (محمد بن الأرقط عن أبي عبد الله عليه السلام قال لي: تنزل الكوفة؟ قلت: نعم، قال: فترون قتلة الحسين بين أظهركم؟ قال: قلت: جعلت فداك ما بقي منهم أحد، قال: فإذا أنت لا ترى القاتل إلا من قتل أو من ولي القتل ألم تسمع إلى قول الله " قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين (((((فأي رسول الله قتل الذين كان محمد صلى الله عليه وآله بين أظهرهم ولم يكن بينه وبين عيسى رسول)))))))، إنما رضوا قتل أولئك فسموا
قاتلين )
وحديث من اهل سنه ابو بكر وعمر لعنهما الله : أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبينه نبي, فما صحه الحديث وهل يعني لا يجود انبياء بين عيسى والنبي محمد صلى الله عليه واله وعلى جميع الانبياء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى ميلاد الإمامين الباقر والهادي عليهما السلام، وكل عام وأنتم بخير.
لشيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليه كلام في مسألة الفترة ذكره في أواخر كتابه كمال الدين وتمام النعمة:
“إن قوما قالوا بالفترة واحتجوا بها، وزعموا أن الإمامة منقطعة كما انقطعت النبوة والرسالة من نبي إلى نبي ورسول إلى رسول بعد محمد صلى الله عليه وآله.
فأقول وبالله التوفيق: إن هذا القول مخالف للحق لكثرة الروايات التي وردت أن الأرض لا تخلو من حجة إلى يوم القيامة ولم تخل من لدن آدم عليه السلام إلى هذا الوقت، وهذه الأخبار كثيرة شائعة قد ذكرتها في هذا الكتاب وهي شائعة في طبقات الشيعة وفرقها، لا ينكرها منهم منكر، ولا يجحدها جاحد، ولا يتأولها متأول، وإن الأرض لا تخلو من إمام حي معروف إما ظاهر مشهور، أو خاف مستور، ولم يزل إجماعهم عليه إلى زماننا هذا فالإمامة لا تنقطع ولا يجوز انقطاعها لأنها متصلة ما اتصل الليل والنهار. (…) والفترات بين الرسل عليهم السلام كانت جائزة لان الرسل مبعوثة بشرائع الملة وتجديدها ونسخ بعضها بعضا، وليس الأنبياء والأئمة عليهم السلام كذلك ولا لهم ذلك لأنه لا ينسخ بهم شريعة ولا يجدد بهم ملة، وقد علمنا أنه كان بين نوح وإبراهيم، وبين إبراهيم وموسى، وبين موسى وعيسى، وبين عيسى ومحمد عليهم السلام أنبياء وأوصياء كثيرون وإنما كانوا مذكرين لأمر الله، مستحفظين مستودعين لما جعل الله تعالى عندهم من الوصايا والكتب والعلوم وما جاءت به الرسل عن الله عز وجل إلى أممهم، وكان لكل نبي منهم مذكر عنه ووصي يؤدي ما استحفظه من علومه ووصاياه (…) فالرسالة والنبوة سنن، والإمامة فرض وفرائض الله عز وجل الجارية علينا بمحمد لازمة لنا، ثابتة لا تنقطع ولا تتغير إلى يوم القيامة مع أنا لا ندفع الاخبار التي رويت أنه كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله فترة لم يكن فيها نبي ولا وصي ولا ننكرها ونقول: إنها أخبار صحيحة ولكن تأويلها غير ما ذهب إليه مخالفونا من انقطاع الأنبياء والأئمة والرسل عليهم السلام. وإنما معنى الفترة أنه لم يكن بينهما رسول، ولا نبي، ولا وصي ظاهر مشهور كمن كان قبله، وعلى ذلك دل الكتاب المنزل أن الله عز وجل بعث محمد صلى الله عليه وآله على حين فترة من الرسل، لا من الأنبياء والأوصياء، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهما السلام أنبياء وأئمة مستورون خائفون، منهم خالد بن سنان العبسي نبي لا يدفعه دافع ولا ينكره منكر لتواطئ الاخبار بذلك عن الخاص والعام وشهرته عندهم، وأن ابنته أدركت رسول الله صلى الله عليه وآله ودخلت عليه فقال النبي: هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي، وكان بين مبعثه ومبعث نبينا محمد صلى الله عليه وآله خمسون سنة، وهو خالد بن سنان بن بعيث بن مريطة بن مخزوم ابن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس حدثني بذلك جماعة من أهل الفقه والعلم:
عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام قالا: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: مرحبا يا ابنة أخي وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه، ثم أجلسها إلى جنبه، ثم قال: هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي وكان اسمها محياة ابنة خالد بن سنان”. (انتهى)
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
1 رجب الأصب 1443 هجرية