السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله شيخنا في احد المقاطع قلتم ان محذور رجوع الصفات الايجابية الى سلبية هو تجرد الذات وكونها عدم وهذا الكلام الم يقله الشيخ الصدوق حيث قال بنفي الصفات بالضد ب الاعتقاد في صفات الذات و صفات الأفعال قال الشيخ أبو جعفر- رحمه اللّه-: كل ما وصفنا اللّه تعالى به من صفات ذاته، فإنّما نريد بكل صفة منها نفي ضدّها عنه تعالى. و نقول: لم يزل اللّه تعالى سميعا، بصيرا، عليما، حكيما، قادرا، عزيزا، حيّا، قيّوما، واحدا، قديما. و هذه صفات ذاته. وتابعه اخرين مثل السيد عبد الله شبر في كتابه حق اليقين في اصول الدين والمحقق السيوري وغيرهم وقد أشكل على الصدوق الشيخ المظفر حيث قال ذكر الشيخ المظفر في كتابه (الفلسفة الاسلامية) الشيخ الصدوق (رض) صراحة فقال: (والعجيب من الشيخ الصدوق في تفسير الصفات الثبوتية من القصور في فهم عينية الصفات للذات فتصوّر أنّها ترجع إلى أمور سلبية وفي نظره يمكن تصوّر انطباق عدّة سُلوب على موضوع واحد، فهو يذكر في عقائده أنّ معنى أنّ الصفات الثبوتية عين الذات هو باعتبار أنّها ترجع إلى السلب ، فمعنى الحياة هو عدم الموت ، ومعنى العلم عدم الجهل ، ومعنى القدرة عدم العجز ، فهذه سلوب يمكن انطباقها على ذات واحدة، فتبيّن من هذا الكلام أنّ الله تعالى هو مجموعة سلوب، نحن نحترم الشيخ الصدوق كمحدّث وناقل فإذا تحدّث عن مثل هذه الأمور فلا نقبل آراءه فارجو منك توضيح المسألة واجركم على فاطمة الزهراء عليها السلام هل كلام الصدوق ومن تبعه موافق للمعتزلة ام يختلف يرجى التفصيل وما عقيدتنا نحن كامامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة السيد محمد سبع الدجيل عليه السلام، ولعنة الله على أعدائه أجمعين.
بمراجعة الشيخ،
نعم؛ قد ذهب بعض أصحابنا إلى ذلك، ووافقتهم المعتزلة، لتوهُّم أن في إثبات تعدد الصفات محذور إثبات أشياء بمعية الذات الإلهية لم تزل معها، فآثروا إرجاع الصفات الثبوتية إلى الصفات السلبية.
وقد رددنا هذا القول بتفصيل في دروسنا الكلامية، وقلنا أنه يؤول إلى صيرورة الذات عدما وإلى التعطيل. والمحذور منتفٍ لأن تعدد الصفات عندنا هو تعدد ذهني مفهومي ليس إلا، وإلا هي في واقع الأمر عين الذات.
والذي حدا بالصدوق وأمثاله - رحمهم الله - لأن يذهبوا هذا المذهب ويكبوا هذه الكبوة؛ عزوفهم عن التبحر في علم الكلام والعقليات وقضاء أعمارهم في نطاق الرواية والأثر فحسب، و«الدين لا يصلحه إلا العقل» كما قالوا عليهم السلام.
على أن بعض من توهم عبارته ذهابه هذا المذهب من أصحابنا؛ إنما عنى أنّا لا نعقل حقيقة الصفات فنرجعها إلى السلوب، ويجري هذا القول مجرى قولنا بالتعدد الذهني المفهومي، ويختلف بذلك عن قول المعتزلة. من هؤلاء الفاضل المقداد رحمه الله إذ يقول: «وفي الحقيقة المعقول لنا من صفاته ليس إلا السلوب والإضافات، وأما كنه ذاته وصفاته؛ فمحجوب عن نظر العقول، ولا يعلم ما هو إلا هو» (شرح الباب الحادي عشر ص49).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
29 جمادى الآخرة 1446 هجرية