سلام عليكم
١- هل مرتكب الكبائر في حياته كالزنا و اللواط و شرب الخمر أجلكم الله يوفق اذا تاب ان يكون من انصار المولى صاحب الزمان عليه السلام الخلص ال٣١٣ ؟
خاصة مع ما ورد من الروايات الشريفة في بعض الكبائر مثل اللواط على سبيل المثال
الرواية في الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبي (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول الله إني ابتليت ببلاء فادع الله لي، فقيل له: أنه يؤتى في دبره، فقال: ما أبلى الله عزوجل بهذا البلاء أحدا له فيه حاجة
و في رواية انهم (من يفعل اللواط) عبادا لا يعبأ بهم الله
و انهم بقية سدوم ( اي بقية قوم لوط)
٢- فما معنى هذه الروايات ، هل مرتكب اللواط لا يعبأ به الله و لا يوفق للتوبة؟ و لا يمكنه نصرة صاحب الامر او الكون من خلص انصاره ال٣١٣ اذا تاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
ملاحظة الآثار التي تحكي الصفات السامية لهؤلاء الثلاثمئة وثلاثة عشر نخبة أنصار إمامنا القائم صلوات الله عليه؛ تأبى تجويز ارتكابهم هذه الكبائر حتى مع فرض التوبة منها.
أما دخول هؤلاء التائبين في جملة الأنصار - من غير النخبة - فلا دافع له، إذ الروايات التي أوردتموها غير صريحة في امتناع توبتهم وحتمية هلاكهم، وهي محمولة على الإصرار وعدم التوبة والانقطاع، فذاك الذي ليس لله فيه حاجة فلا يوفق لتوبة.
لنا في ذلك عموم قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ)، وما جاء عن أبي ذر رحمه الله قال: «خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي وحده ليس معه إنسان، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد. قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال: من هذا؟ قلت: أبو ذر جعلني الله فداك، قال: يا أبا ذر تعال. فمشيت معه ساعة فقال: إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفخ فيه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا. قال: فمشيت معه ساعة، فقال اجلس ههنا - وأجلسني في قاع حوله حجارة - فقال لي: اجلس حتى أرجع إليك، قال: وانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته عليه السلام وهو مقبل وهو يقول: وإن زنى وإن سرق، قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداك؛ مَن تكلمه في جانب الحرة؟ فإني ما سمعت أحدًا يرد عليك شيئا؟ قال: ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله عز وجل شيئا دخل الجنة. قال: قلت: يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم وإن شرب الخمر». (التوحيد للصدوق ج1 ص25) قال الصدوق رحمه الله: «يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة».
وعن عمر بن يزيد قال: «كنت عند أبي عبد الله عليه السلام و عنده رجل فقال له: جعلت فداك إني أحب الصبيان! فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم على ظهري! فوضع أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته وولّى وجهه عنه. فبكى الرجل، فنظر إليه أبو عبد الله عليه السلام كأنه رحمه فقال: إذا أتيتَ بلدك فاشتر جزورا سمينا واعقله عقلا شديدا وخذ السيف واضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلد واجلس عليه بحرارته. فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزورا فعقلته عقلا شديدا وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة وقشرت عنه الجلد وجلست عليه بحرارته، فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ و سكن ما بي» (الكافي للكليني ج5 ص550) وهذا ظاهره أن الرجل قد عالج نفسه وأقلع وتاب بامتثاله أمر الإمام عليه السلام. ومثله عن الهيثم النهدي رفعه قال: «شكا رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام الأُبْنَةَ. فمسح أبو عبد الله عليه السلام على ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرأ» (المصدر نفسه).
وعن إسحاق بن عمار قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هؤلاء المخنثون مبتلون بهذا البلاء، فيكون المؤمن مبتلى والناس يزعمون أنه لا يُبتلى به أحدٌ لله فيه حاجة؟ فقال: نعم قد يكون مبتلى به، فلا تكلموهم فإنهم يجدون لكلامكم راحة. قلت: جعلت فداك فإنهم ليس يصبرون؟ قال: هم يصبرون ولكن يطلبون بذلك اللذة» (المصدر نفسه ج5 ص551). وهذا صريح في عدم انتفاء الإيمان ضرروةً عمن يُبتلى بذلك، والمؤمن لا يكون ممن ليس لله فيه حاجة، فيُخصّ هؤلاء بمن ينسلخ عنهم الإيمان لإصرارهم وعدم توبتهم وانقطاعهم.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
22 ذو القعدة 1446 هجرية